سؤال صريح...
كم مرة حسيت إنك تريد شيء ما، لكن شعرت بالخجل أو بعدم الاستحقاق لطلبه؟
أو قلت لنفسك: “مو وقتها... ما أقدر... الوضع ما يسمح...”
طيب، لندقق في الأمر سويا.
أنا أطلب اللي أبيه.
حتى لو ظروفي الحالية تقول إني ما أقدر.
حتى لو حسابي البنكي ما يوافق.
ليش؟ لأن في داخلي يقين إن الرزق ما له علاقة بوضعي.
الرزق مرتبط بمصدر أوسع...
مرتبط بالله.
أنا أطلب... لأن في متعة في الطلب.
أطلب… لأن المستقبل مو شي غامض يخوف.
المستقبل، هو أحد مخلوقات الله.
مثل كل خلقه، هو يمشي بأمره، ويخضع لرحمته وكرمه.
والزمن؟
الزمن مجرد خادم في مسرح التجلي.
النية تسبق الحدث.
النية تهمس للكون وتقول له: استعد.
طيب، خلنا نسأل أسئلة المصداقية:
هل أنا فعلاً أريد هذا الشيء؟
نعم، أريده.
هل أحتاجه؟
لا. الحياة مكتملة في كل لحظاتها.
هل ما أريده يضيف لحياتي؟
نعم، والحمدلله على كل حال.
أحيانًا الرغبة ذاتها تكفي، لأنها علامة حياة، علامة شغف، علامة استحقاق.
الأحياء يطلبون. الأموات وهم أحياء... لا يطلبون.
طلب المزيد من الحياة هو اتصال بها، وصلة مع خالقها.
الآن نرجع للأساس:
هل أؤمن إن خزائن السماوات والأرض لا حدود لها؟
هل أصدق إن كرم رب العالمين ممكن يفوق توقعي؟
هل أعيش وكأني أثق بقدرة الله؟
ولا بس أردد الكلام بدون إحساس؟
هنا تبدأ اللعبة الحقيقية.
هل أفكاري اليومية تعكس هذا الإيمان بخزائن الله ولا محدودية الرزق؟
أم أنني أعيش في صراع داخلي بين ما أريد... ووجهات نظري؟
أطلب (طاقة تقريب) وأنا خايف (طاقة إبعاد)...
أتمنى (تقريب) وأنا أشك (إبعاد)...
أقول "الله كريم"، وأنا من داخلي مو مصدق؟
هذا التناقض... هو المشتت.
هو اللي يعيشه من يعرف يطلب... لكن ما يعرف يستقبل.
ليش؟
لأن فيه فكرة مدفونة داخله تقول:
"أنا ما أستحق."
اسأل نفسك:
هل الواقع اللي أعيشه نابع من وعيي؟
أم هو نتاج تراكمات اللاوعي؟
هل هو من أفكار موروثة؟ منطق الناس؟ الخوف؟ الظروف؟
أم من اتصالي بالمصدر اللامحدود؟
الواقع اللي نعيشه غالبًا نتيجة لمعادلة بسيطة:
الجسم يسند المشاعر.
المشاعر ترتب الأفكار.
والأفكار... تصنع المستقبل.
لا تهمل أي حلقة من هالسلسلة.
تذكر: جسمك الظاهر ككتلة واحدة... يحتوي تريليونات من الخلايا والتفاعلات،
كلها متصلة بنبض الحياة.
ولما تحس إنك ما تشوف الطريق الآن؟
تذكر: هذا ما يعني إنه غير موجود.
مع الله، دايمًا فيه احتمال جديد.
وفي نهاية المطاف:
أنت تحصد ما تزرع.
فـ ازرع وعي، مو خوف.
ازرع ثقة، مو تردد.
ازرع نية صادقة، وخليها ترتفع فوق كل شرط... فوق كل قيد.
فـ وش تبي تزرع اليوم في وعيك؟
✨ أسئلة للتوسيع والتحرر الطاقي:
-
ما الفكرة التي صدّقتها واشتريتها عن الاستحقاق، وكانت طوال الوقت مجرد كذبة جميلة تغطي خوف أعمق؟
-
لو كان الكون ينتظر إشارة واحدة مني ليبدأ بتجلي رغباتي... فماذا اختار أن تكون تلك الإشارة الآن؟
-
وكل ما يمنعك من استقبال أكثر مما تطلب، هل تسمح له بأن يرحل الآن تمام كليا وأبديا؟